باطل الإجماع : فلا إجماع إلاّ على باطل

الحمد لله رب العالمين

(1)

البرهان على مفهوم العنوان من آيات القرآن

أ. *[ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {15} ] يوسف .

ب.*[ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ {102} ] يوسف

ج.*[ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ {71} ] يونس .

د. *[ قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى {61}... فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى {64}‏ ] طه .

البيـــــــــــــــــان

(2)

وردت مشتقات الإجماع في القرءان الكريم أربع مرات : مرتين بصيغة الماضي (أجمَعوا) ، ومرتين بصيغة الأمر (فأجمِعوا) كلها تفيد الإجماع على باطل كما يتبين من الآيات التي وردت فيها .

ولم يرد الإجماع في القرءان على حق أبدا ، ذلك تقدير العزيز العليم !

ويُفهم من الآيتين أعلاه (أ+ ب) من سورة يوسف أن إخوته كلهم قد أتفقوا جميعا (أجمَعوا أمرهم) على أن يتخلصوا من يوسف بإلقائه في الجب . كما يُفهم من الآيتين الأُخريين (ج+ د) أن نوحا قد تحدى الذين كفروا من قومه جميعا ، كما تحدى موسى قومَ فرعون جميعا أن يُجمعوا كيدهم وأن يكونوا صفا واحدا في مقابل ما جاء به من الحق .

*****

وسواءٌ قُصد بالإجماع إجماعُ كل الناس أو إجماعُ أكثرهم على أمرٍ ما ، فإن الإجماع  لا يكون إلا على باطلٍ بشهادة الله سبحانه في أكثر من ستين آية أن أكثر الناس لا يَعلمون ولا يؤمنون ولا يشكرون بل إن أكثرهم للحق كارهون .

وأكبر دليل عملي على هذه الحقيقة المُغيَّبة هو إجماع المسلمين التراثيين على أكبر فِريةٍ في تاريخ المسلمين وعلى باطلِ ما أسموه (السُّنة النبوية) منذ أكثر من عشرة قرون مع أن الرسول النبي الكريم منها بريء بشهادة الله سبحانه وشهادته هو  نفسِه سواء في القرءان أو في أشهر كتب السنة عند أهل السنة !!

وقد بيّنا هذا في أكثر من مقال وبحث منها : مفهوم سُنة الله وسننه ، فلا سُنة لأحد إلاّ لله ، ومقال : الله يقول كونوا ربانيين لا سلفيين :

مفهوم سنة الله وسننه فلا سنة لأحد إلا لله

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=81&cat=2

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

*****

كان الخلل عند المسلمين التراثيين *[ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ] ولا يزال خللاً إيمانيا عقديا في أصل الدين وفي الفروعِ بداهةً . وقد غذّته أحاديثُ/أكاذيب هدمت الدين الحق من أساساته كان على رأسها ما افتروه على الرسول والنبي -  فلا فرق عندهم - أنه قال :

 لا تتفق أمتي على ضلالة ، وخلاف أُمتي رحمة ، وإنما الأعمال بالنيات ، ولا وصية لوارث ، والحج عرفة ووجوب إعفاء اللِّحى ...... !

وقد أجمعت الأمة – من راعي الغنم فيها إلى حمَلة أعلى الشهادات في الشريعة (!) – على الإيمان بهذه الأحاديث وأمثالها من الضلالات واعتبارها ثوابت ... ولم تتفق على شيء ينفع الناس عن القرءان ولا منه : فارجع إلى الرابط :

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

(3)

وكيف لا تتفق الأمة على ضلالة بل ضلالات بعد اتفاقها على ضلالة القول بالسُّنة النبوية واعتبارها متممة للقرءان الناقص في زعمهم ! ولم تتفق على أن القرءان كامل ومفصل بشهادة الله سبحانه وشهادة رسوله الصادق الأمين كما بيّنا في مقال على الرابط :

مفهوم تفصيل الكتاب ومفهوم بيان آياته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5

*****

وكيف لا تتفق الأمة على ضلالة وقد اتفقت على ضلالة أن الخلاف رحمة مع أن ربهم الذي خلقهم يقرر أن الإختلاف سبب لبغي الناس بعضهم على بعض :

*[ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ   {19} ] يونس .

*[ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ {37} ] مريم .

*[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {176} ] البقرة .

*[ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ  النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ  الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213} ] البقرة .

إرجع إلى مقال : عجز الأُمة وسبباه :

عجز الأمة  وسبباه

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=145&cat=3

وإرجع إلى مقال عن المذاهب التي فرّقت الأمة وذهبت بريحها على الرابط :

ليس التقريب بين المذاهب هو المطلوب

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=126&cat=5

(4)

وقد ربط القرءان الكريم بين التفرق والإختلاف في أشهر مجموعة من آيات الله تُسفه الإختلاف والمختلفين وتُبين أن الإعتصام بحبل الله الواحد/ كتابِ الله الواحد هو العلاج الوحيد لسرطان الإختلاف والتفرق الذي عانى من مِثله الأوسُ والخزرج (!) حتى ألّف الله بحبله/كتابه بين قلوبهم .

إرجع إلى المقال الذي هز كثيرين :

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

وارجع إلى قول الله سبحانه في حقيقة الوصية المكتوبة/المفروضة التي تبيّن مدى التزوير الذي أحدثه البشر في دين الله وتُبطل حديث (لا وصية لوارث) الذي أجمعت كل المحاكم الشرعية على العمل به مع أن هذا الحديث المكذوب أفسد قانون الميراث الإسلامي :

القرءان يبينه القرءان / الوصية المكتوبة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=57&cat=3

قانون المواريث الإسلامي من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=91&cat=5

أما حديثهم المُفترى (الحج عرفة)  الذي ينقضه كتابُ الله العظيمُ والذي أفرغ الحج من مضمونه النافع للناس ، فارجعْ إلى ما يبين زيفَه ويبين كيفية الحج الذي ينفع الناس إيجازا وتفصيلا في مقالات :

من قول الله في الحج .. ومن أصدق من الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=116&cat=4

الحج الذي ينفع الناس من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=53&cat=5

التطبيق العصري للحج النافع للناس 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=267&cat=5

فيا أيها الناسُ اتقوا ربكم :

*[ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ

وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} ] آل عمران

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---