فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

*[ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّا : {63}       

وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ .. {64} ] مريم

يتنزلون بأمْر ربهم كما تتنزَّلُ الملائكةُ والروحُ في مهماتٍ بإذن ربهم :

*[ تَــنـَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4} ] القدر

في المقابل :    

أمواتُ شياطين الإنس

*[ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} ] الفجــر

يُخرَجون أحيانا من زنازين الجحيم إلى جحيم الأعمال الشاقة مع شياطين الجن

*[ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ {38} ] ص .

الْحَمْـــــــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِـــــــــــــــــينَ

(1)

آياتُ القرآن التي أوحتْ بالعنوان

*[ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً {12} ] الطلاق .

*[ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {59} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً {60} جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً {61} لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلَاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً {62}

تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً {63} وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً{64} رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً{65} ] مريم .

*[ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106} قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً {107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً {108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً {109} ] الإسراء .

*[ إِنَّ ⁽¹⁾ الَّذِينَ آمَنُواْ ⁽²⁾ ( وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى : مَنْ آمَنَ ^(أ) بِاللّهِ ^(ب) وَالْيَوْمِ الآخِرِ^(ج) وعَمِلَ صَالِحاً ) فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69} ] المائدة .

الصابئين والصابئون حرف يصنع الفرق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=24&cat=4

(2)

البيـــــــــــــــــــــان :

أمواتُ المُتقـــــــــــين الذين يَتنزّلون بأمر ربهم صنفــــــــــــان

⁽¹⁾ المتقون (جمْع تقيّ) الصابرون ، بعد أن يُوفُّوا مهمتهم في عِمارة الأرض فيتوفاهم الله ،

وصْفُ وفاة أيّ إنسان بالخسارة استهزاء بئايات

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=329&cat=4

هُم الذين سبق أنْ أنعم الله عليهم في الآية (58/مريم) من الذين آمنوا بآيات الله .. ^(أ) وكانوا *[ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ] ، ^(ب) وكانوا ملتزمين عملاً بأمر الله ربهم يقولون *[ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {285} ] البقرة ، مُتبعين ما ناسب الواقع مما أُنزل إليهم من آيات ربهم *[ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم {55} ] الزمر ..

هؤلاء المتقون استحقــوا وصْفَ مُسلمــــــــــــــــين وصابرين واستحقوا وعْــدَ الله أن يوفِّيهم أجرَهم بغير حساب :

*[ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ {68} الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ {69} ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ {70} ] الزخرف .

*[ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا : اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {10} ] الزمر .

⁽²⁾ والمتقون كذلك من الذين لم تبلُغهم آياتُ الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فلم يكونوا من الذين آمنوا في الآيتين (69/المائدة) و(285/البقرة) .. بل كانوا من أهلِ الفطرة السوية الذين سلكوا نَجْدَها واقتحموا بصبرٍ عـقبتها :

وهديناه النجدين : نجد الفطرة ونجد الهدى

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=25&cat=3

فكانوا من صنف المذكورِين بين قوسين في آية المائدة : يؤمنون ^(أ) بالله خالقاً ^(ب) وباليوم الآخِر يوما للحساب ، وكان ^(ج) عملهم صالحا ينفع الناس ، لأنهم كانوا صابرين يهتمون بالوقاية مما يضرهم ويضر البشر أكثرَ من اهتمامهم بالعلاج فسُموا كذلك متقين *[ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {18} ] الطور .

التقوى والإصلاح : درهم وقاية خير من قنطارعلاج

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=31&cat=5

هؤلاء المتقون الصابرون كانوا من الذين اختارهم ربهم على عِلمٍ (32/الدخان) ليقدَّموا أعظم المنافع للبشرية بما أوحى إليهم من علمٍ واختراعاتٍ واكتشافاتٍ وتصاميمَ وعلاجاتٍ وتطبيقاتٍ يسّرتْ للناس حياتَهم وقدمتْ لهم ما ينفعهم ووقـَـــتْهُم من كثير من الأمراض والشرور وكثيرٍ مما يَضرهم ويُشقيهم ..

( 1847/قم )  و (1847) عددَ سنين   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=342&cat=6

(3)

الصنفان من المتقين المتفاضلِين في التقوى واهتمامِهم بالوقايةِ *[ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} ] الحجرات .. سوف يكونون بنفوسهم بعد موتهم جنودا لله مُـلحقين بالملائكة فيُكلفهم في مهمات خاصةٍ يَسعدون بها ليُستفاد من خبراتهم التي حصلوا عليها في عِمارة الأرض لإعمار جناتِ عدْنٍ بمساكنها الطيبة (72/التوبة) وما يقتضيه هذا من تـنزُّلهم وتـنقلهم بين السموات والأرض . الملائكة وحْدهم هم جنودُ تنفيذٍ فلا يستطيعون أن يفعلوا هذا ، إذ لو كانوا يملكون القدرة على الإعمار والابتكار لما فضّل الله عليهم آدم وذريته ليكونوا خلفاءَ الله في عمارة الأرض *[ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ {61} ] هود .

. فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم ورسب الملائكة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=158&cat=3

هذا هو الجواب على الاستفهام التعجبي الإستنكاري الذي يطرحه كثيرون : هل يُعقل أن يكونَ (جورج) المخترع والمستكشفُ من غير المسلمين بعد أنْ أسهَم في عمارة الأرض ونفَع البشر ووقاهم من كثير من الشرور .. يكونَ في النار ، ويكونَ (زيدٌ) في الجنة لأنه ، ككل النماذج الخرافية ، كان يكثر من الشهادتين اللتين لم يعرف مفهومَهما ولم ينفع الإكثارُ منهما الناسَ ، بدليل الواقع ، وكان يصلي على النبي – كما توهَّم الصلاة عليه – ويزيدُه صلاةً  مئة مرة في اليوم ، دون أن ينفع الناس بشيء يُذكرُ ، غافلا عن خطاب ربه *[ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ {17} ] الرعد  ؟!

*[ فاعلم أنه لا إله إلاّ اللهُ واستغفر لذنبك ]    

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=370&cat=2

(4)

أمواتُ المتقين من ⁽¹⁾ أهل الكتابيْن أو من ⁽²⁾ أهل الفِطــرة

يتنزلون بأمرِ ربهم فلا يفسقون كما فسق إبليس .

(أ) المتقون من البشر من أهل الكتابيْن ، ومن الصنفيْنِ أهلِ الهُدى وأهلِ الفطرة الذين *[ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ {199} ] آلعمران .. يُصرحون (64/مريم) بعد موتهم أنهم لا يتنزلون بأمر الله ربهم بين السماوات والأرض (12/الطلاق) *[ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ] ، في إشارة إلى أنهم لا يتنزلون إلاّ إذا أمرَهم ربهم ، ولا يفسقون عن أمر ربهم إذا أمرَهم ، كما فسق إبليسُ وقــبيلُه من بعدِ أن كانوا من المتقين من الجن فاختارههم الله وألحقهم بالملائكة ليقوموا بمهمات معهم .

من هذه المهمات إجلاء الجن عن هذه الأرض الأولى إلى أرض ثانيةٍ بعدما انتهت مهمتهم وصاروا مسرفين من *[ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ {152} ] الشعراء . ولكنه خان الله ربه (بسبب غروره) حينما فسق عن أمره .. بعد أن نجح آدم في فحص الكفاءة ورسب الملائكة ، وأبى أنْ يسجد لآدم اعترافا بفضله طمعاً أن يكون هو الخليفة في الأرض :

*[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {50} ] الكهف .

(ب) المتقون من جنود الله ، يُرسَلون أحياناً في مهمات تكريمية نافعة ، يوكلهم الله ربهم بها ليكونوا مُلحقين بالملائكة ولهم حُكمهم كما سبق أن كان إبليسُ – قبل أن يفسق عن أمر ربه – مُلحقا بالملائكة وله حُكمهم . لهذا كان عليه السجود معهم *[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} ] البقرة ، *[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {50} ] الكهف .

وحين يشاء الله أنْ يجعل*[ مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ {60} ] الزخرف ، كما بيّنا في المقال :

لن يُخلصَ العالَمَ إلاّ مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=358&cat=6

سوف يعهَد اللهُ ربهم إليهم بمهمات يتنزلون بها كما تتنزَّلُ الملائكة بين السماوات والأرض (بتصاريحَ تُفتَّح لهم بها أبواب السماء) فتكونَ هذه المهماتُ سياحة ومصدرَ سعادة لهم ، ولن يكونوا بطالين بلا عمل يسعدون به .

جنودُ الله هؤلاء قد يكون منهم مرسَلون في مهمات خاصة لا يزيدون عليها ولا ينقصون منها ككل الرسل . منهم من أرسلهم ربهم إلى أصحاب القرية بأشكال رجال ، ومنهم ضيف إبراهيم  :

*[ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} ] يس .

*[ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {24} إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ {25} ... فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ {28} ] الذاريات .

*[ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ {9} ] الأنعام .

كان أولئك المرسَلون جندا من السماء بأشكال رجال . كانوا ملائكة أو ممن كان تقيا من أموات البشر .

*[ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ {28} ] يس .

*[ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} ] مريم .

هنا كان جبريل هو رسولُ رب مريم التي عرفتْ أنّ التقي لا يفسق عن أمر ربه سواءٌ كان ملَكا أو بشرا !

 (ج) والمتقون الذين يؤيدهم اللهُ بنفخة أقوى من غيرهم من الروحِ / روحِ الله ، هم الذين يجمعون التقوى بالفطرة والتقوى بهُدى الله (23/الزمر) حين تصلهم هذه القراءة الآخرة للقرآن العظيمِ (107/الإسراء) ، فيجمعون العِلمَ والإيمان لأول مرة في التاريخ ليصنعوا العجب بإذن ربهم :

نظرات قرآنية في الروح والنفس وقتْلِ النفس

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=348&cat=5

*[ لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {22} ] المجادلة .

 (5)

كتابُ اللهِ القرآنُ روحٌ فهو مصدر قوة سوف يُفعَل بها العجبُ

ومنه الإشارات في سوَر النمل والحشر والرعد والأنعام أدناه :

*[ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ {40} ] النمل .

والقراءة الآخِرة للقرآنِ دليلِ الخَلق Manual ستفجر طاقاتٍ بشرية هائلة

حين يؤمن به ويقرؤه من يجمعون العِلمَ والإيمان (107/الإسراء) و (56/الروم)

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم  ..  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=338&cat=6

*[ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52} ] الشورى .

.  الروح : من مفاهيمها القرءان الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=208&cat=4

*[ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {21} ] الحشر .

*[ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {31} ] الرعد .

*[ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ{110} وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ{111} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ{112} ] الأنعام .

(6)

فيلم الخيال العلمي (إتصال Contact) إشارة أوّلية خيالية إلى إمكانيةِ

تنزُّلِ من كان تقيا نافعا من الأموات للاتصال بالأحياء وتكليمِهم برسائلَ قصيرةٍ مُشفـرة .

الدارسون لكتاب الله قلما يحتاجون إلى رسائلَ من أموات ،

لأن رسائل الحي القيوم في كتابه المسطور وكتاب الحياة المنظور تكفيهم :

. ندرة الباحثين في آيات الله المسطورة وكثرتهم في آياته المنظورة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=101&cat=4

المتقون من أموات البشر يشتركون مع الملائكة في أنهم من جنود الله الذين يتنزلون بأمر ربهم في مهمات أشار إليها فيلم الخيال العلمي (إتصال Contact) الذي قابلتْ فيه مبعوثة افتراضية من البشر إلى الفضاء .. قابلت أباها الميتَ ، واستبعدت فكرتُه أن لا يكون في الكون بفضائه الرحبِ وكثرةِ نجومِه وكواكبه مخلوقاتٌ أُخرى غيرُ مَن على الأرض ، لأن معنى هذا أن في الكون هدراً كثيرا ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا !

القائلون بالهدر لهم بعض العذر لأنهم لا يعرفون كلماتٍ يقينيةً لله يمكن أن يبيّن فهْمُها المسألة . كلمات الله القرآنية تقول :

*[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ] البقرة :

(1) بالضغط على (أو وضْعِ خط تحت) كلمة (الأَرْضِ) نفهم أن قرار الله كان بجعل خليفةٍ له إرادةٌ في الأرض فقط . هذا هو جواب السؤال : أين جعل الله خليفة له إرادةٌ ؟ ولا يمنع هذا أن تكون هناك مخلوقات أُخرى أقل شأنا وأضعف قدرة من أنْ يكون أحدها خليفة للهِ . خليفة الله خلقه الله بيديه/بنفسه وفي أحسنِ تقويمٍ ، وفيه نفخة من روح الله .

حتى الآن ، لا أجد في القرآن ذكراً أو إشارة إلى مخلوقات بمستويات متفاوتة من العقل سوى الملائكةِ والجنِّ والإنسِ وأمواتِ الجن والإنس . أمواتُ مئات المليارات من عباد الله على مدى خمسين ألف سنة هي الحياة الدنيا :

*[ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ {4} المعارج .

. مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

 .. المتقون منهم يتنزلون بين السماء والأرض بتصاريح هي من أمر ربهم .. وسوف يحتاجون إلى مساكنَ وجناتٍ في اليوم الآخِر يُسهمون مع الملائكة في إعدادها ، فيكون هذا أدعى لسعادتهم .

*****

بهذا يكون الإنسان الآدمي أرقى مخلوقٍ عاقلٍ له إرادةٌ في الكون حتى الآن :

نظرات قرآنية في خلق الإنسان على مرحلتين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=344&cat=5

وهو أرقى بالقدرة على عقل الأمور وربْطها التي أودعها اللهُ فيه حين نفخ فيه من روحه .. هو أرقى من الإنسان البدائي ومن الجن ومن الملائكة الذين سبقوه . لهذا اصطفاه الله عليهم كما اصطفى نوحا على أهل عصره ، واصطفى آل إبراهيم ثم آل عمران على العالَمين من قبل أن يقضي بالاصطفاء المفتوح لمن يورثهم ربهم القرآنَ / الكتابَ كله :

*[ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33} ] آلعمران .

*[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ{31} ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ{32} ] فاطر .

(2) أما بالضغط على (أو وضْعِ خط تحت) كلمة (خَلِيفَةً) فنفهم أن هناك مخلوقات لله في الأرض وفي مواقع أُخرى من الكون ، ولكنّ أيّا منها لا يصلح أن يكون خليفة لله كالإنسان الآدمي . فتكون (خَلِيفَةً) هي جواب السؤال : ما هي رتبة آدم في الأرض ؟

ما يمكن أن يَحسم المسألة هو كلمات الله التي يُعين على فهمها واقعُ البشر . كلمات الله تقول إن بني آدم حتى وقتٍ قريب لم يكونوا أفضلَ مَــن خلقَ اللهُ ، ولكنهم أفضلُ من كثير . ولكن أفضليتهم تزداد مع الزمن بالتدريج / تَفْضِيلاً كلما ظهر أنهم قادرون على فعل المزيد لإعمار الأرضِ بل الأرضين السبعِ :

*[ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {70} ] الإسراء . إرجع إلى مفهوم (فعّلْ تفعيلا) و (كبِّره تكبيرا) :

مفهوم قوله سبحانه وكبره تكبيرا وقولنا ألله أكبر 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=103&cat=3

(7)

فيلم مدينة الملائكة City of angels

تصويبا لما ورد في فيلم مدينة الملائكة City of angels عن وجودِ هدْرٍ في الكون :

إذا كان الذي خلق الكونَ يقول :

*[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ] التين ،

*[ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ {8} ] الرعد ، *[ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} ] الفرقان ،

وكان فهْمُنا لدور المتقين صوابا .. فمستحيلٌ أن يكون في الكون هــدْرٌ !

نعم ! ليس في الكون هدْرٌ ، وليس هناك حاجة لخلْق مخلوقٍ أرقى من الإنسان بقدْرٍ أكبرَ من روح الله بعد أن ⁽¹⁾  تبيّن صِدقُ قولِ الله *[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ] التين ، ⁽²⁾  وتبينتْ في القرن الأخير الإنجازاتُ المادية العظيمة للإنسان الآدمي (الذي خلقه الله بيديه) . إعدادُ جناتٍ تستوعب أعدادَ السابقين المقربين ، والمتقين ، وأصحابِ اليمين على مدى خمسين ألف سنة (هي الحياة الدنيا) يحتاج إلى آلافٍ من الكواكب كالأرض يجري إعدادُ بعضها لينتقلَ الإنسانُ إليها من هذه الأرض (E₁) *[ طَبَقاً عَن طَبَقٍ {19} ] الانشقاق ، إلى ستٍ أُخرياتٍ منها هي كالسماواتِ *[ طِبَاقاً {3} ] المُلك ، وليعيشَ في آلافٍ منها الصالحون في جنات الحياة الأُخرى ، بعضهم يُسابقون فور موتهم ، وبعضهم يُسارعون منذ اليوم إلى يوم القيامة :

⁽¹⁾*[ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {21} ] الحديد .

⁽²⁾*[ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {133} ] آلعمران .

مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

*****

في فيلم مدينة الملائكة City of angels يفضل (بطل) الفيلم أن يكون حرا بإرادة في الدنيا على العيش في مدينةِ ملائكة يكون فيها رسولا إلى الأرض بلا إرادة . مِثل هذا الرأي يحمله من لا يعرفون عن حقيقة الجنة ونعيمها الخالدِ  في الحياة الأُخرى شيئا . وأنّى لهم أنْ يعلموا إلاّ من كلمات الله اليقينيةِ التي لا يعرفها اليوم إلاّ مَن عرف وآمَن بالقرآن *[ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ] ، لا يُشرك معه كتابا ، كما لا يُشرِك بالله شيئا ، ولا بعبادة ربه أحدا (110/الكهف) :

. السبيل الوحيد للنجاة في آية : (110) الكهف

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=349&cat=3

*[ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {17} ] السجدة .

(8)

ماذا عمّا بعدَ موتِ Afterlife)) المُكذبين الضالين (92/الواقعة) ،

*[ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} ] الفجـر ؟

*[ فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {39} ] النازعات .

*[ إنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ {7} أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {8} ] يونس .

في مقابل المتقين الذين مأواهم جناتٌ يتنزلون منها بنفوسهم سائحين في مهماتٍ ورسائلَ مع الملائكة *[ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى {40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41} ] النازعات ...

في مقابلهم : تتنزلُ شياطينُ الجن المحشورُ بعضُها في الجحيم مع شياطين الإنسِ من الطغاة المُفسدين *[ مُّقَــرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ] ويُسخَّرون في أعمال شاقة ، عِلماً أنّ تنزُّلُ الشياطينِ عموماً موثق في القرآن :

*[ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ {210} وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ {211} ] الشعراء .

*[ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ {221} تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {222} ] الشعراء .

*[ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ {112} ] الأنعام .

*[ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً {68} ] مريم .

*****

المكذبون الضالون (92/الواقعة) من شياطين الإنس ، كإخوانِهم (202/الأعراف) شياطينِ الجن ، هم مجرمون معروف مصيرُ كثيرين منهم في الدنيا . أما بعد موتهم فلا ينجو منهم أحد بل لا يُسألون عن ذنوبهم لأنهم محكومون مُقدَّما *[ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ {49} ] إبراهيم .

ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون :  لماذا !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=21&cat=5

*[ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92 فَــنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ {94} إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ {95} ] الواقعة :

فإذا أُخرجوا من الجحيم مؤقتا ، كما المجرمون من المساجينِ من زنازينهم ، خرجوا لكنْ إلى جحيم آخّــرَ من الأعمال الشاقة مع شياطين الجن ليُسهموا في إعداد جناتٍ يسكنها غيرهم من الذين ظُـلموا في الحياة الدنيا ، إمعانا في إذلالِهم وزيادةِ حسرتهم .

هُم يودّون لو ظلوا في جحيم الأعمال الشاقة خارجَ جحيم النار ، فيحاولون الخروج بدون تصريح ، ولكنهم :

*[ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ {22} ] الحج .

ولن يُستجاب دعاؤهم :

*[ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ {107} ] المؤمنون .

بل يُريهم اللهُ أعمالهم الشاقة هذه ، وبعضَ أعمالِهم التي سُخّروا لينتفع بها غيرهم في الدنيا حسراتٍ عليهم :

*[ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ {167} ] البقرة .

*[ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً {23} ] الفرقان .

*****

وقد سبق أن سخّــر الله الشياطينَ لنبيه سليمان ليقوموا بأشق الأعمال التي لا يقدر عليها شياطينُ الإنس ، في إشارة إلى إمكانية تسخيرهم مع أقرانِهم أمواتِ شياطين الإنس لإنجاز الأعمال الشاقة التي تُشقيهم كما هو الحال في سجون الحياة الدنيا :

*[ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ {82} ] الأنبياء .

*[ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ {36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ {37} وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ {38} ] ص .

*[ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ{12} يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} ] سبأ .

الخُلاصــــــــــــــة

ما عاد من أحدٍ يُخبِّر أنه : في جنةٍ مَـن مات أو في نار !

بيت الشعر هذا كلامُ حق أُريد به باطلٌ . ردده المكذبون بآيات الله بلسان المقال *[ وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ {29} ] الأنعام ، أو بلسان الحال حين تراهم *[ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ {53} ] المدثر ، بحُجةِ أنه لم يعُد ميت واحدٌ إلى الحياة ليخبر الناس أنه دخل جنة أو نارا . انطباق هذه الحقيقة على مئات مليارات البشر عبــرَ الزمن هو دليل على أنّ في الأمر سراً كبيراً لا يُفسَّره القولُ بالصدفة . بل هو دليلٌ على أنّ الأمور في الكون كله منضبطة انضباطاً عجيبا بحيث لا ولن تشذ عن هذه القاعدة حالة واحدة . ولا يقدر على هذا الضبطِ إلاّ خالق عظيمٌ ما قَدَره الناسُ *[ حَقَّ قَدْرِهِ ، وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {67} ] الزمر .

حياةُ ما بعد الموت Afterlife)) اقتضت حكمة الله سبحانه أن لا يعود أحد ليرويَ مشاهداته فيها ، بل لتُعرف من كلمات الله التي بها يُحِق اللهُ الحق *[ لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ  {42} ] الأنفال .

معرفة حقيقةِ ما بعد الموت لن تكون بتخيلات أو بمرويات يختلط فيها الغثُّ بالقليل من السمين ، والتخيلاتُ بقليل من الحقائق . ولن يصحو البشرُ من غفلتهم إلاّ إذا آمنوا بل أيقنوا أنّ اللهَ الخالق سبحانه هو الربُّ المدبر وأنه *[ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ {255} ] البقرة ، وأنه صمّم وبرمج كل دابة خُلقت من ماء ووَضع في مقدَّمةِ دماغها (ناصيتِها) حاسوبا موصولا بحاسوب ربها الأكبر :

*[ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {56} ] هود .

*[ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ {47} ] فصلت .

فيصِله لحظةً بلحظة تقريرٌ عن كل ما يحدث في الكون *[ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {47} ] الأنبياء ، *[ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ] :

*[ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {59} ] الأنعام .

هذا يجعل المؤمنين به موقنين أنه بجنوده وأدواته *[ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {4} ] الحديد ، ويجعلهم مطمئنين إلى عونه ورحمته للبشر بعفوه عن كثير من ذنوبهم (30/الشورى) ، وإلى تأييده وحِفظه للصالحين أفرادا ، وحِفظِه للجنس البشري حتى يوفّي مهمته :

إله هو خالقٌ وربٌّ مدبر عظيم بهذه القدرات التي تبهرُ كل مُشاهدٍ يعقل .. لم يخلقْ شيئاً في الكون عبثا ، كما لم يخلقْ البشرَ ليُدمروا أنفسهم أو يدمرَهم ذو قوةٍ غيرُه مهما كانت . فلم يَخلق في الكون هدْرا بدون هدف ، أو بغير حساب ، أو ليَحدُث فيه ما لا يريد . البحث في كلمات الله الموثقة في كتابه العظيمِ ، كما أظننا نفعل هنا ، يُقوّم مسار البشر ويقود الباحثين إلى ما ينفعهم ولا يضرهم ، وأظنه يروي ظمأهم إلى معرفة شيءٍ من الحقيقة يُــنير لهم طريقهم ويُجنبُهم ما يسوؤهم مِن قبل أن يروْها *[ عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ] التكاثر ، في*[  يَوْم لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ {31} ] إبراهيم .

فَــ*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ

اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ

وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً ، إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ

فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {33} ] لقمان .

وَ*[ يَا بُنَيَّ

إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ

يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {16} ] لقمان .

*[ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً

وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {47} ] الأنبياء .

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

---